نبذة عن الموقع مكتبة الطب الشاملة (الطب التقليدي والإسلامي) 1.5
المكتبة الشاملة للطب، في مجال الطب التقليدي، برنامجٌ يضم مصادر طبية موثوقة، ومصادر ألفها أطباء إسلاميون وإيرانيون عظماء. إن وجود كتاباتٍ لأعظم عباقرة الطب في إيران عبر التاريخ في هذا البرنامج مصدر فخرٍ وشرفٍ لنا؛ لأن مجموعاتهم الطبية، المستمدة في الواقع من المعرفة الإلهية العميقة والتجارب الإنسانية، هي الأساس الأول للطب الحديث. ومع ذلك، ومع مرور الزمن وتقدم الصناعة، طواها النسيان، أساليب العلاج الطبيعي التي كانت أساس طب أجدادنا، وكما يقول الباحث الكبير في الطب التقليدي، الدكتور سيد جلال مصطفوي، فقد شُيّد جدارٌ هشٌّ من الطب على هذا الأساس المتين.يقول عن قيمة مدرسة سيناء للطب (الطبيعي والطب النفسي):
"بالإشارة إلى مدرسة ابن سينا الطبية... إلا أن تحقيق هذه الغاية العظيمة وتقديم هذه الخدمة الثمينة مشروطان بإثبات للقراء الكرام، من خلال الحجج المنطقية والعلمية، أن علم الطب قد ضلّ عن الطريق الصحيح لمدة 450 عامًا، وأنه كان علمًا زائفًا بدلًا من أن يكون علمًا حقيقيًا، ولكنه بالطبع، في مسيرته التاريخية، خطوة بخطوة، حقق أيضًا تقدمًا واكتشافات. وكمثال على ذلك، يمكن القول بثقة تامة إن الطب الحديث، الذي بدأ قبل 450 عامًا وتأسس... بُنيَ هذا المبنى، الذي بناه باراسيلسوس، كجدار على أساس مُعوج، كما في:
إذا وضع المهندس المعماري الطوبة الأولى بشكل مُعوج، سيظل الجدار مُعوجًا حتى ترتفع الثريا.
نُطلق على هذا البرنامج اسم المكتبة الشاملة للطب (التقليدي والإسلامي)؛ لأنه يحتوي على أكبر عدد من الكتب المُوثَّقة والمرجعية في الطب القديم، والتي تستند أيضًا إلى الطب التقليدي، وهو في الواقع نفس الطب المزاجي، والصفة المزاجية هي الكلمة الأنسب لاستخدامها بعد كلمة الطب. لأننا بنظرة واحدة ندرك أن أساس الطب الإيراني والإسلامي قائم على المزاج، وهناك أسباب وأدلة عديدة على هذا الادعاء تستحق مناقشتها ودراستها.
إن المكانة الرفيعة للطب التقليدي الإيراني في الماضي تُمهد لنا طريقًا واضحًا، إذ يمكننا، من خلال الاستخدام الأمثل لهذا الكنز الثمين، اتخاذ خطوات فعّالة في مجال الصحة والعلاج، وهو من أهم احتياجات المجتمعات البشرية. وفيما يتعلق بدور وتأثير الطب التقليدي الإيراني والإسلامي في الطب العالمي، نشير إلى المادة القيّمة للحكيم الدكتور السيد جلال مصطفوي الكاشاني:
يكتب الدكتور غوستاف لوبون:
حتى القرن الخامس عشر، لم يعتبر العلماء الأوروبيون أي بيان غير مأخوذ عن مؤلفين عرب موثقًا. كان جورج بيكون، وليونارد دوبوي، وأرنو، وفيلانو، وريموند لويل، والقديس توما، وألبرت الكبير، وألفونس العاشر، جميعهم إما طلابًا لعلماء عرب أو رواة لأقوالهم. كتب السيد رينان: "تعلم ألبرت الكبير كل ما لديه من أبي علي سينا، واستقى القديس توما فلسفته كلها من ابن رشد. لمدة خمسمائة إلى ستمائة عام، اعتمدت جميع كليات وجامعات أوروبا على هذه الترجمات، واعتمدت معرفتنا على العلوم الإسلامية وحدها، وفي بعض مجالات العلوم، كالطب، يمكن القول إن هذا استمر حتى عصرنا؛ ففي فرنسا، بقيت أعمال أبي علي سينا حتى نهاية القرن الماضي، وقد كُتبت عليها شروح". في عدد أغسطس/سبتمبر 1972 من مجلة "Hocronicle" الصادرة عن منظمة الصحة العالمية، نُشر مقال للدكتور نورمان هوارد جونز في "تاريخ الطب"، وكتب عن ابن سينا على النحو التالي: "أهم مؤلف للكتب الطبية في الإسلام هو أبو علي الحسين بن سينا (مواليد 980)، واسمه اللاتيني "ابن سينا"، وكتابه الطبي "القانون"، ولم يسبق أن حظي بشهرة كتاب كهذا؛ فقد دُرِّس في كليات الطب في أوروبا وآسيا لمدة 500 عام." مع هذه الوثائق القيّمة، لا شك أن كتاب "القانون" لابن سينا كان يُدرّس ككتاب دراسي لطلاب الطب في جميع أنحاء أوروبا لمدة 500 عام، بالتزامن مع تدريسه في الدول الإسلامية الشاسعة. ولإثبات ذلك، نقتبس صورة غلاف كتاب طبي كان يُدرّس في كليات الطب الأوروبية في القرن السادس عشر، وقد اقتبسناها من كتاب تاريخ الطب لعالمين فرنسيين هما أندريه هان وبول ديمتر: فوق الصورة، باللاتينية، مكتوب "Avicenne" أي ابن سينا، وأسفلها: "Liber Cano" أي كتاب القانون.[2]
*تعريف الطب
إن أفضل تعريف لعلم الطب هو التعريف الشامل الذي ذكره ابن سينا في كتاب "القانون في الطب":
إن المعرفة الجيدة تُعرف من حال الجسم، من جهة ما هو صحيح وما هو خارج عن الصواب، حفاظًا على الصحة. "وعاد إليّ"؛ "الطب هو العلم الذي يُعرَّف به أحوال جسم الإنسان من حيث الصحة والنقصان، وغايته الحفاظ على الصحة الموجودة ومحاولة استعادتها عند فقدانها."
لذا، فإن التعريف والهدف المُقدَّم لعلم الطب هو الحفاظ على الصحة واستعادتها عند المرض؛ ولذلك، فإن القيود التي تُحدِثها كلمة "الطب" لدى مختلف الأفراد والدوائر ما هي إلا دلالة على المدرسة والمنهج المُتَّبَعين لتحقيق هذا الهدف المُشترك. ليس للطب تعريف واحد، وهذا مُشترك بين جميع كليات الطب.
*الطب الإسلامي
هل يوجد في الإسلام ما يُسمى بالطب أم لا؟ سؤالٌ أثار جدلاً واسعاً بين كثيرٍ من المتدينين. يعتقد قسمٌ منهم أنه بما أن الإسلام دينٌ شاملٌ شامل، فلا بد أن يكون فيه علمٌ للطب، وأن الطب الإسلامي هو خيرُ الطب، ويعتبرون وجودَ رواياتٍ طبيةٍ لا تُحصى دليلاً على صحة هذا الرأي. وتقول فرقة أخرى: إن الطب علم تجريبي، والدين لا يلزمه شيء في العلوم التجريبية، وفلسفة الدين ورسالة الأنبياء ونزول الكتب الإلهية هداية البشرية إلى التوحيد والبعث، وكل ما في هذا الهدف قد نظر فيه الدين، وليس من الضروري أن يتسع الدين لجميع العلوم التجريبية والإنسانية.
ينبغي للعلماء الكبار والخبراء المشهورين التعليق على صحة أحد هذين الرأيين، ولكن الذي يظهر لنا في هذه الخلاصة أنه كما يُعدّ الاعتدال في المزاج أفضل أحوال الطب، فكذلك يبدو الاعتدال في الفكر والسلوك جيدًا جدًا. ولعل كلا الرأيين صحيح إلى حد ما؛ أي: لدينا في الإسلام طبٌّ، وبالمعنى نفسه لا يوجد.
ولتوضيح الأمر بإيجاز، نقول: من كثرة الروايات الطبية، واستشهاد بعض آيات القرآن الكريم، يُستدل على أن الدين وقادته قد أولوا عنايةً خاصة لصحة جسم الإنسان إلى جانب صحة عقله؛ فكما هو معلوم: العقل السليم في الجسم السليم؛ فلا يمكن للدين أن يغفل عن ذلك ويغفل عن الصحة. فالطب والنظافة من ضروريات الإنسان الأساسية، من الناحيتين المادية والمعنوية؛ لأن الإنسان لا يفلح في المعرفة الإلهية وأداء الواجب إلا بصحّة بدنه، والمريض لا يفكّر جيدًا، والفقه الواجب ممكن إذا كان سليم البدن. ولذلك، نقرأ في رواية منسوبة إلى النبي صلى الله عليه وسلم: "العلم علمان: علم الأديان وعلم الأبدان" (بحار الأنوار (ط - بيروت)، المجلد الأول، ص ٢٢٠).
أما النظرية الثانية، التي تقول: "ليس عندنا في الدين ما يُسمى بالطب ذي المذهب والمنهج المستقل"، فإن الإسلام، كدين، لم يُنشئ مدرسة طبية خاصة، وكما سنقول في بحث الطب المزاجي، فإن الطب السردي، من الناحية النظرية، هو نفسه الطب المزاجي، ولا أساس له من التعارض مع مدرسة الطب المزاجي. وكما قال الإمام الصادق (ع) صراحةً للطبيب الهندي: "عالج الحر بالبرد، والبرد بالحر، والرطوبة باليبوسة، والجفاف بالرطوبة، ورد الأمر كله إلى الله تعالى". وسأفعل ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسأعلم أن المعدة بيت الدواء، وأن الحمية دواء الجسد ومرجعه. (على الشرائع، ج 1، ص 99)؛ "أعالج الحر بالبرد، والبرد بالحر، والجفاف بالجفاف، والجفاف بالجفاف، وأفوض الأمر كله إلى الله العزيز الجبار. وأفعل كل ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم".
وأعلم أيضًا أن المعدة بيت الداء، وأن الإمساك هو الدواء، وأعالج الجسد كما اعتاد.
وفي نص آخر، قال النبي صلى الله عليه وسلم: "بشروا الأحرار بطول العمر، وقال: أصل كل داء البرد". (سفينة البحار، ج ٢، ص ١٤٥) روي عن الإمام الرضا (عليه السلام) أنه قال: "الحر أنفع من البرد، لأن الحر أنفع من الحياة، والبرد أنفع من الموت، والسموم القاتلة كذلك، والحر أسلم وأقل ضررًا من البرد". (سفينة البحار، ج ٢، ص ١٤٥) لأن الدفء أنفع من حرارة الحياة، والبرد أنفع من برد الموت. وكذلك السموم القاتلة، دفئها أصح وأقل ضررًا من بردها.
والواقع أن هذه العبارات هي أساس مدرسة الطب المزاجي؛ وإن كان الطب السردي يختلف عنه في عرض أمثلة العلاج؛ أي اختلافًا في المثال.
ولعل ما يقصده من ينكرون وجود الطب في الإسلام هو أنه في مقاصد الدين الأساسية والرئيسية، لا وجود لمسألة الطب والطب كمنصب للقادة الدينيين؛ أي أنه في مقاصد الدين الأساسية، لا وجود لما يسمى بضمان صحة الإنسان، وليس للدين أي التزام به.
*ما المقصود بالطب الإسلامي؟
يمكن النظر إلى تفسير الطب الإسلامي، الذي ربما كان على الشفتين منذ ترجمة كتاب "الطب العربي" لإدوارد براون، على أنه تفسيران صحيحان:
1- الطب في الحضارة الإسلامية: الطب الإسلامي، أي الطب في الحضارة الإسلامية، مصطلح مناسب. فالطب، بهذا المعنى، هو ما يشمل الشرق (الهند) إلى الغرب (الأندلس). وجود عباقرة الطب من الشرق الإسلامي، مثل ناظم جهان و... ومن الغرب الإسلامي، مثل حكيم أبو القاسم الزهراوي و... وأطباء عظماء في قلب الحضارة الإسلامية (إيران)، مثل محمد زكريا الرازي وابن سينا و... دليل على هذا الادعاء.
بهذا المعنى، فإن الطب الإسلامي ليس إلا طبًا مزاجيًا؛ كما يتضح جليًا في الكتب التي كُتبت في العصر الإسلامي.
في هذا التفسير للطب الإسلامي، يُشرع استخدام المحرمات، بما في ذلك المسكرات والرذائل، لعلاج المرضى، وقد أمر العديد من الأطباء العظماء، المتدينين أنفسهم، باستخدام المحرمات بدلًا من الطب وعلاج المرضى، وكتبوا وصفات طبية لها في كتبهم.
2- الطب في الروايات الإسلامية: يعني الطب الإسلامي وجود روايات طبية تُفسر على أنها طب قصصي، وهو صحيح؛ لأن وجود الروايات الكثيرة في مجال العلاج والصحة، بغض النظر عن المناقشات الفقهية والتاريخية، لا يدع مجالاً للشك في أن هناك اهتماماً خاصاً بعلم الطب في الإسلام.
وجّه الآخرين بكتابة نقودكم ودراساتكم وآرائكم لتحديد هذا المنتوج.